أمراض العجول الرضيعة وعلاجها

هل سبق لك أن تساءلت عن التحديات التي تواجه العجول الصغيرة في مرحلة النمو الأولى؟ تلك الفترة الحرجة التي تشهد معها العديد من الأمراض الشائعة والتي تهدد صحتها ورخاءها. في هذا المقال، سنلقي نظرة عن كثب أمراض العجول الرضيعة وعلاجها وبالتحديد على ثلاثة من أبرز تلك الأمراض التي تصيب العجول الصغيرة، والتي تشمل الإسهال الأبيض المعدي، والإسهال العادي، والتهاب الرئتين. سنكشف عن أسبابها، وأعراضها، وأهمية الوقاية والعلاج للحفاظ على صحة وسلامة هذه الكائنات اللطيفة والهامة لاقتصادنا الزراعي.

أمراض-العجول-الرضيعة
أمراض العجول الرضيعة وعلاجها

هناك ثلاثة أمراض رئيسية تصيب العجول الصغيرة وهي :

الإسهال الأبيض المعدى

هذا المرض يصيب العجول في سن 3 – 5 أيام من الولادة، ويسببه فيروس مع ميكروب E. coli، حيث يؤثر على القناة الهضمية للعجول وغالبًا ما يؤدي إلى وفاتها في وقت مبكر.

الأعراض تشمل:

  • إسهال شديد يؤدي إلى فقدان السوائل والجفاف، مما يظهر على العجول وخاصة في العينين.
  • يكون لون الإسهال رمادي أو أبيض مع رائحة كريهة.
  • خمول العجول وفقدان الشهية.

الاحتياطات لتقليل الاصابة تتضمن:

  • ضمان ولادة العجول في مكان نظيف ودافئ بعيداً عن التيارات الهوائية.
  • تطهير الحبل السري للعجول فور الولادة.
  • إعطاء العجول السرسوب بالكمية المناسبة، مع الاهتمام بتنظيف وتطهير حظائرها.

خطة العلاج تتضمن:

  • إعطاء العجل مخلوطًا من السلفا والمضادات الحيوية لمكافحة العدوى وتقليل الأعراض.
  • تقليل كمية اللبن المقدمة للعجل لمنع تفاقم الإسهال.
  • في بعض الحالات الشديدة، قد يكون نقل الدم من الأم للعجل الوليد مفيدًا.
  • إعطاء العجل فيتامين (أ) لتعزيز جهازه المناعي وتسريع الشفاء.

مقترح: أفضل 5 أنواع الأبقار لإنتاج اللحوم

الإسهال العادى ( النزلة المعوية )

الإسهال العادي (النزلة المعوية) يُعتبر أحد أكبر المشاكل الصحية التي تواجه العجول خلال فترة الرضاعة حتى عمر شهر تقريباً. على الرغم من أنه غالباً ما لا يسبب الوفاة مباشرة، إلا أنه يؤدي إلى الضعف العام للعجول وانخفاض حيويتها، مما يجعلها عرضة للإصابة بالأمراض الأخرى التي تسببها الميكروبات المرضية والجراثيم.

الأسباب التي قد تؤدي إلى الإسهال العادي (النزلة المعوية) لدى العجول تشمل:

  • استهلاك العجول للحليب الذي يحتوي على نسبة عالية من الكازين (بروتين اللبن)، مما يؤدي إلى تجبن اللبن بسرعة كبيرة في المعدة، مسببًا تمددًا للمعدة وتنبيه جدرانها، كما أن الحليب الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون قد يسبب الإسهال للعجول الحديثة الولادة.
  • عدم تغذية العجل حديث الولادة على السرسوب الذي يحتوي على العناصر الغذائية الضرورية مثل الأجسام المناعية والفيتامينات التي تعزز صحة العجل.
  • تغذية العجل على كمية كبيرة من الحليب بفواصل طويلة، مما يجعل كمية كبيرة منه تتجبن في المعدة، مسببة تمدد المعدة ومرور الحليب غير المهضوم بشكل كافي إلى الأمعاء.
  • سرعة تناول العجول لاحتياجاتها الغذائية قد تؤدي إلى تخفيف اللبن بشكل غير كافٍ باللعاب، مما يؤدي إلى تكوين مادة غذائية سهلة الهضم.
  • تغذية العجول مباشرة من الجرادل قد يؤدي إلى عدم تنبيه المرئ لاستقبال الغذاء، مما يجعل الحليب يتجه مباشرة للكرش حيث يتخمر.
  • تناول العجول لكمية كبيرة من الحليب البارد بشكل مفاجئ قد يؤدي إلى إسترجاع جزء منه من المعدة إلى الكرش حيث يتخمر.
  • تناول العجول لحليب فقير بنسبة الكازين أو الكالسيوم أو غني بالصوديوم قد يمر للأمعاء دون هضم كافٍ، مما يؤدي إلى تحلل البروتين والإسهال وتكاثر الجراثيم المرضية.
  • استخدام قش الأرز المستعمل كفرشة للعجول الرضيعة.
  • التغيير المفاجئ في درجة حرارة الحليب.
  • عدم نظافة وتطهير حظائر العجول.

الأعراض:

  • تغيير في طبيعة البراز، حيث يصبح طريًا لينًا ومائلاً للسيولة، ويتغير لونه من الأبيض إلى الأصفر أو الأخضر.
  • فقدان الحيوان لوزنه بسرعة، مما يؤدي إلى ظهوره نحيفًا وبتدلي أذنيه.
  • تأثر شهية الحيوان، حيث يتحول إلى أكل الفرشة أو المخلفات الحيوانية.
  • في حال استمرار الإسهال، قد يعاني الحيوان من الجفاف نتيجة فقدان السوائل والأملاح، مما يترافق مع ارتفاع درجة حرارته وزيادة معدل التنفس، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة.

الوقاية والعلاج:

  • يجب إيقاف تغذية العجول على الحليب واستبدالها بمحلول ملحي عن طريق الفم لمدة 24 ساعة.
  • بعد ذلك، يتم استبدال المحلول الملحي بالحليب بشكل تدريجي.
  • يجب تغذية العجول الرضيعة في مراحلها الأولى من العمر على السرسوب أو على ألبان تحتوي على نسبة منخفضة من الدهون.
  • ينبغي تقديم الغذاء للحيوان على الأقل ثلاث وجبات يوميًا.
  • يُنصح بالرضاعة عن طريق الحلمات الصناعية للحد من حالات الإسهال ومنع رضاعة العجول لبعضها، وهو ما يعرف بالشهية المنحرفة.
  • يمكن إعطاء العجول العلف أو المضادات الحيوية أو كلاهما، حسب توصيات الطبيب البيطري.
  • يجب عدم تقليل كميات المياه المقدمة للعجل لتجنب حدوث الجفاف.

مقترح: إكتشف 10 انواع البقر الأكثر إنتاجا للحليب في العالم

الإلتهاب الرئوى

التهاب الرئة هو حالة تتميز بالتهاب نسيج الرئة والأغشية المبطنة للقصبات الهوائية، وغالبًا ما يصاحبه التهاب الغشاء البلوري المغلف للرئتين. يصيب هذا المرض جميع الحيوانات بأعمارها المختلفة، ولكن يعتبر شائعًا بين الأبقار خاصة خلال فصلي الخريف والشتاء، حيث تتعرض درجة حرارة العجول الرضيعة لتقلبات حادة. يعتبر هذا المرض المسؤول الرئيسي عن معظم الخسائر في العجول الرضيعة في الفترة العمرية من ٣ إلى ٨ أسابيع، وغالبًا ما يحدث فجأة دون مقدمات. هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى إصابة الحيوانات بهذا المرض، سواء كانت كبيرة أو صغيرة.

الأسباب:

عوامل مهيئة:

  1. الإجهاد الناتج عن نقل الحيوانات من مكان لآخر.
  2. التغيرات المناخية الحادة في درجات حرارة الجو.
  3. إيواء الحيوانات داخل حظائر رطبة رديئة التهوية أو ذات تيارات هوائية شديدة.
  4. تقديم كمية غذاء غير كافية تؤدي لنحافة العجول.

عوامل مهيجة:

  1. الإلتهاب الرئوي الفيروسي، الذي ينشأ عن وجود فيروسات مثل فيروس IBR الذي يسبب مرض الأنف الحمراء في الأبقار أو فيروس P13 الذي يسبب مرض الإنفلونزا عند العجول.
  2. الإلتهاب الرئوي البكتيري، الذي ينشأ عن ميكروبات مثل الميكوبلازما أو بكتيريا مثل السلمونيلا أو الباستريلا.
  3. الإلتهاب الرئوي الفطري، الذي ينشأ عن الإصابة بفطر الأسبرجلس.
  4. الإلتهاب الرئوي الطفيلي، الذي ينشأ عن الإصابة بديدان مثل ديدان الإسكارس في النسيج الرئوي للحيوان.

الأعراض:

  • يلاحظ زيادة في معدل التنفس للحيوان، حيث يبدأ التنفس سطحيًا في البداية ثم يتحول بعد ذلك إلى صعوبة في التنفس، مما يؤدي إلى تنفس الحيوان من الفم.
  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم، مما يؤدي إلى إصابة الحيوان بالحمى.
  • زيادة في معدل النبض وتحتقن الأغشية المخاطية.
  • فقدان الشهية للطعام وانخفاض في الوزن.
  • حدوث كحة جافة أو رطبة ومؤلمة.
  • قد تظهر إفرازات من الأنف تكون مائية، مخاطية، صديدية، أو تحتوي على دم.

العلاج:

يتم عزل الحيوان المشتبه في إصابته بالتهاب الرئتين في حظيرة منفصلة جيدة التهوية وخالية من التيارات الهوائية الشديدة. يُمنح الحيوان راحة تامة خلال العلاج وبعد الشفاء لعدة أيام. يُسخّن الحيوان بشكل جيد باستخدام الأغطية ويُغذى بعليقة خضراء. يُوفر كميات كافية من مياه الشرب. يُستخدم مبخرات مطهرة أو بخاخات مضادة للفطريات على الصدر. وتُستخدم مركبات السلفا أو المضادات الحيوية أو مبيدات الديدان في العلاج وفقًا للسبب المسبب للمرض.

أتمنى ان يكون المقال كافي وواضح لتتعرف عن أبرز أمراض العجول الرضيعة وعلاجها وكذلك كيفية الوقاية منها

إضافة تعليق