تغذية الماعز .. الأطعمة المناسبة والنظام الغذائي المثالي

الماعز تعتبر من الحيوانات المزرعية الوحيدة التي تتمتع بقدرة فريدة على استخدام المواد العلفية الخشنة بكفاءة عالية، وبالمقارنة مع بقية الحيوانات المجترة، فإنها تظهر أداءًا متفوقًا في استفادتها من المواد العلفية الخشنة ذات القيمة الغذائية المنخفضة، وفي هذا المقال سنتعرف على كل مايخص تغذية الماعز.

تغذية-الماعز
تغذية الماعز

استفادة الماعز من مجموعة متنوعة من المواد العلفية

تتميز الماعز بقدرتها الفريدة عن غيرها من الحيوانات المجترة على استخدام مجموعة متنوعة من المواد العلفية، حيث تشمل هذه المواد أوراق الشجر، والمخلفات المنزلية، وحتى أوراق الجائد نفسها، وهو ما يجعلها تفرد في قدرتها على استفادتها. بالإضافة إلى ذلك، تتميز الماعز بقدرتها على التلسق واستمتاعها به، وبالتالي، فإن الشجيرات تمثل جزءًا أساسيًا في نظامها الغذائي في المراعي المفتوحة، وهذا يختلف عن الأغنام التي ترعى عادة قرب سطح الأرض وتفتقر إلى قدرة مماثلة على التغذية على هذه التنوعات الغذائية.

على الرغم من السهولة التي يتيحها تربية الماعز بفضل خصائصها الغذائية المميزة، إلا أن تحقيق إنتاجية عالية من الحليب يتطلب تلبية احتياجاتها الغذائية بشكل كامل. يُمكن للماعز الاستفادة من المراعي بشكل مستمر، مما يشبه ممارسة الأغنام، وهذا يكون مألوفًا في المناطق الجبلية والصحراوية ذات المراعي غير الكثيفة، كما يُمكن رعايتها على مخلفات المحاصيل داخل الأودية أو في الحظائر بشكل مستمر، وهو ما يتبعه العديد من مربي الحيوانات اللبنية المتخصصة.

مقترح: أفضل انواع الماعز الحلوب .. 6 سلالات الأكثر إنتاجا للحليب

في مصر، لا يوجد نظام محدد لتغذية الماعز، حيث تعتبر هذه الحيوانات كانسة تجوب شوارع القرى والمدن وتتغذى على مخلفات المنازل والمحاصيل. يلجأ العديد من المربين إلى توفير وجبة مسائية خاصة للماعز خلال فترة الحمل الأخيرة والرضاعة، ويُمكنهم الاعتماد أيضًا على بعض البقايا أو مخلفات الطعام كمصدر للتغذية. يُعتبر هذا النهج مقبولًا بشكل عام، خاصة إذا كانت الماعز تعاني من ضعف في الإنتاج، ويتم توفير تغذية إضافية خلال فترة الحمل والرضاعة.

تلبية احتياجات الماعز ذات الإنتاج العالي

في حالة الماعز ذات الإنتاج العالي، تغذية الماعز الحلوب أو التي ترضع أكثر من جدي واحد، يتطلب توفير احتياجاتها التي تشبه احتياجات حيوانات اللبن. وفي هذا السياق، تظهر الماعز تفوقًا على الأبقار بالنسبة لاحتياجاتها الحافظة من الغذاء، حيث تكون أقل بكثير.

بشكل عام، تتمثل الاحتياجات الحافظة للماعز المحلية والما يماثلها في الوزن (30 كجم) في حوالي 300 جم من مادة النشا أو 2/1 كجم من المادة الجافة يوميًا، بالإضافة إلى 70 جم من البروتين المهضوم (أي 600 جم من الدريس أو 3.54 كيلو جرام من البرسيم).

بالنسبة لاحتياجات الإنتاج، يحتاج كل كيلو جرام من لبن الماعز إلى حوالي 0.6 كيلو جرام من المواد النشوية، و100 جرام من البروتين المهضوم. وبالتالي، يُمكن تلبية هذه الاحتياجات بتوفير حوالي 750 جرام من الحبوب و200 جرام من قشر القطن غير المقشور، أو حوالي كيلو جرام من العلف المخلوط.

بالنسبة للماعز ذات الإنتاج العالي من اللبن، يجب تغذيتها أساسًا على مواد العلف المركزة بالإضافة إلى الأعلاف الخشنة. لا يمكن الاعتماد على مواد العلف الخشنة فقط، حيث أنها لا تستطيع تلبية الاحتياجات الغذائية اللازمة لإنتاجية عالية من اللبن.

مقترح: انواع الماعز: تعرف على 13 من أشهر سلالات الماعز (مع الصور)

على سبيل المثال، إذا كانت العنزة تنتج 2 كيلو جرام من اللبن في اليوم، فإنها تحتاج إلى حوالي 5.5 كيلو جرام من الدريس برسيم، أو حوالي 23 كيلو جرام من البرسيم الأخضر، وهو ما قد لا يستطيع جسدها استيعابه بالكامل. لذا، يتعين توفير مواد العلف المركزة لتلبية هذه الاحتياجات بشكل فعال.

بالإضافة إلى ذلك، يجب توفير احتياجات الماعز اللبنية المتخصصة من المعادن الكبرى مثل الكالسيوم والفوسفور، بالإضافة إلى الصغرى مثل الحديد والمنجنيز، لضمان صحة وإنتاجية مستدامة.

من الملاحظات الهامة التي يجب أخذها في اعتبارنا:

يُفضل عدم تربية الماعز في مناطق الغابات والبساتين الحديثة النمو، حيث يمكن أن تكون الماعز مدمرة بسبب ميلها للتسلق وتناول الشجيرات. ومن ناحية أخرى، يعتبر تفضيل الماعز للشجيرات ميزة كبيرة في المناطق الصحراوية، حيث لا تتغذى الأغنام بشكل فعّال على هذه الشجيرات، مما يجعل الماعز الحيوان الوحيد الذي يستفيد منها في تلك المناطق.

إضافة تعليق