زراعة الرمان: كل شيء .. الخطوات الأساسية والنصائح الفعالة

زراعة الرمان، الذي يعرف علميًا بـ Punica granatum، ينتمي إلى فصيلة الرمانيات Punicacea. يُعتبر الرمان شجرة ذات أهمية تاريخية كبيرة في مصر، حيث زرعها القدماء المصريين في حدائقهم منذ زمن بعيد، مثلما فعلوا مع التين والزيتون والعنب والنخيل. كان لدى القدماء المصريين اسم محلي للرمان وهو “أرهمانى”، ومن هذا الاسم اشتق الاسم القبطي (أرهمانى)، ومنه اشتق الاسم العبري (رمون)، الذي يبدو أنه أصل للاسم العربي الحالي (رمانا).

زراعة-الرمان

شجرة الرمان صغيرة وتفقد أوراقها بانتظام، وتنمو أفرعها من الجذع عند سطح الأرض، وتشكل عدة سوقًا وأفرعًا تنحني للخارج، وكثيرًا ما تتدلى إلى الأرض. أوراقها رمحية الشكل ومستديرة على الطرف، وتتواجد متقابلة على الأفرع.

تتميز أزهار الرمان بكونها إما عقيمة خنثى أو كاملة. الأزهار العقيمة صغيرة الحجم، ويكون عضو التأنيث بها صغيرًا أو مفقودًا، بينما الأزهار الكاملة تكون كبيرة ولها كأس لحمي ملتحم، وسنبلاتها حمراء اللون، وتتكون من بتلات سائبة باللون الأحمر. تختلف عدد السبلات والبتلات من 4 إلى 8 في الأزهار الواحدة، وتتكون الأسدية من خيوط حمراء والمتوك من خيوط صفراء. القلم طويل أو قصير، وقد يكون مغمورًا بين خيوط الأسدية أو في مستواها أو مجاوزًا لها قليلاً، والمياسم صغيرة ومخضرة، والمبيض صغير وقد يكون أحمر اللون أيضًا.

مبيض زهرة الرمان، الذي يتحول فيما بعد إلى الثمرة، يمتاز بتركيبه الفريد حيث يتألف من طابقين مفصولين بغشاء شفاف. يتكون كل طابق من بضع حجرات، عادة تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة، وتفصل هذه الحجرات بأغشية بيضاء شفافة. تبرز في كل حجرة لحمًا سميكًا يشكل جدار المبيض، حيث تتصاق به المشيمة البذرية. البذور تكون منضغطة ومضلعة، وتتحول قشرتها الخارجية إلى غلاف شفاف، يتفاوت لونه من الأبيض إلى الأحمر القرمزي الداكن، وذلك حسب السلالات المختلفة.

غلاف الثمار يكون عبارة عن أنبوبة الكأس التي نمت ونمت بداخلها المبيض، وما يظهر من عنق الثمار هي السبلات نفسها، مع وجود الأسدية بمتوكها الجافة بينها. يتفاوت لون قشرة الثمار من الأبيض المصفر أو المخضر إلى القرمزي الداكن، وحتى إلى الأسود في بعض السلالات. تحتوي بعض الثمار على عصائر تحتوي على أحماض وسكريات ومواد أخرى ذائبة.

مقترح: كيفية زراعة القطن .. إليك الطريقة الصحيحة

القيمة الغذائية والطبية للرمان:

يتميز الرمان بفوائدها الغذائية والطبية المتعددة، حيث تحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية التي تختلف في تركيبتها وتركيزها وفقًا للصنف ودرجة النضج والظروف البيئية المحيطة بالأشجار. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الرمان على كمية كبيرة من السكر، تفوق أو تعادل تلك الموجودة في البرتقال والخوخ والمشمش والبرقوق.

يُستخدم الرمان عادة كعصير منعش بعد عصر الحب، ويُمكن تناول حباته الطازجة بإضافة قليل من السكر وماء الورد. كما يمكن تحويل عصير الرمان إلى شراب سميك القوام عن طريق إضافة كمية مناسبة من السكر إلى العصير وغليها مع إضافة مادة حافظة مثل بنزوات الصوديوم.

تجدر الإشارة أيضًا إلى أن صبغة الرمان يمكن استخدامها في تلوين الحلوى والمثلجات، ويُستخدم منقوع قشر الثمار كصبغة للحرير وفي علاج الدسنتاريا والإسهال. كما يُعتبر الرمان مادة قابضة للجروح والنزيف، ويُمكن الاستفادة من مادة التانين التي تتراوح نسبتها في قشر الأصناف ما بين 20 إلى 25 في المئة.

تتنوع أصناف الرمان المزروعة في مصر، مثل البناتي والمليسي والمنفلوطي أو الأسيوطي والحجازي، وتختلف هذه الأصناف في الوزن وغيره من الخصائص.

مقترح: شجرة الليمون البلدي .. معلومات مهمة

الظروف البيئية الملائمة لزراعة الرمان:

يعتمد نجاح زراعة الرمان بشكل كبير على المناخ في المنطقة المحيطة، حيث تزدهر الأشجار بشكل أفضل في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية التي تتمتع بالحرارة والجفاف. وعلى الرغم من نجاح نموه في المناطق المعتدلة والحارة نسبياً مثل الوجه البحري، إلا أن جودة الثمار قد لا تتساوى مع تلك الناتجة من المناطق الاستوائية، سواءً من حيث الحجم أو الحلاوة.

تتطلب زراعة الرمان موسم نضج طويل يصل إلى خمسة أشهر، حيث يحتاج إلى الحرارة بشكل كبير. لذا، تُعتبر المناطق شديدة الحرارة والقليلة الرطوبة أو الجافة هي الأفضل لنموه ونضوج ثماره، خاصة أثناء موسم النضج.

تتميز أشجار الرمان بقدرتها على النمو في مختلف أنواع التربة، من التربة الرملية إلى الصفراء الخفيفة والطينية الثقيلة، ولكن التربة الرسوبية العميقة والمتماسكة تُعتبر الأفضل لزراعته، حيث تتمتع بصرف مياه جيد.

مقترح: تعرف على أفضل طريقة لزراعة الفراولة

يُمكن زراعة الرمان في التربة المالحة، لكن لا يمكن توقع محصول جيد منها. ويُعتبر الري عاملًا مؤثرًا على نجاح زراعة أشجار الرمان، حيث تتحمل الأشجار الجفاف إلى حد كبير وتستجيب للري بشكل جيد، ولكن يجب توفير كميات كافية من الماء خلال فترة الإثمار للحصول على محصول جيد. كما أن زيادة الرطوبة الأرضية يمكن أن تؤثر سلباً على صفات الثمار، حيث تصبح رطبة وسريعة العطب وغير قابلة للتخزين أو النقل لفترات طويلة، وهذا يتأثر بالظروف المحيطة ومدى الرطوبة.

إكثار الرمان:

يتم إكثار الرمان بعدة طرق:

  1. البذور: هذه الطريقة نادرة الاستخدام بسبب صعوبتها، وتُستخدم عادة عند الحاجة لاختيار شتلات بذرية ذات خصائص معينة للاستخدام في تطوير أصناف جديدة.
  2. التطعيم: تُستخدم هذه الطريقة عند استبدال صنف ضعيف بآخر ممتاز أو لإنتاج أصناف جديدة على أصول بذرية ضعيفة، ولكنها تعتبر عملية مجهدة وغير شائعة. يتم التطعيم بالقلم في أواخر فبراير أو بالعين في يوليو وأغسطس وسبتمبر.
  3. الترقيد: هذه الطريقة بطيئة أيضًا وتُستخدم في بعض المناطق، حيث يتم جني سرطان أو أكثر ودفنه طوليًا ليترك متصلاً بالشجرة الأم لمدة سنة، ثم يتم فصله وقطعه إلى أجزاء تزرع مباشرة في التربة خلال أواخر فبراير إلى منتصف مارس.
  4. السرطانات: هذه الطريقة شائعة في مصر، حيث تُفصل السرطانات عن جذوع الأشجار وتغرس مباشرة في التربة، وبعد الزراعة يتم إزالة جزء من السرطان لتحسين نمو النبات.
  5. العقل الخشبية: هذه الطريقة تعتمد على استخدام العقل من السرطانات أو الأجزاء الناضجة للتقليم، وتُزرع في المشتل في أواخر فبراير على خطوط رطبة. يتم ري الأرض بشكل جيد بعد الزراعة وخربشتها للتخلص من الحشائش وتحسين نمو النباتات.
  6. يمكن أيضًا استخدام العقل الورقية عند عدم توفر العقل الخشبية. يتم في هذه الطريقة إزالة الأوراق وزراعة العقل في الصوبة تحت رذاذ مائي لتعزيز نمو الجذور بسرعة. يتم هذا العمل في أواخر يوليو.

خدمة أشجار الرمان:

المسافة بين أشجار الرمان

يتم نقل الشتلات مباشرة من المشتل في شهر فبراير لزراعتها في الأرض المستديمة في جور مُعدة مسبقًا، حيث يتم وضع مقدار من السماد البلدي المتحلل في الجور، خاصة إذا كانت التربة رملية. تختلف مسافة الزراعة وفقًا لنوع التربة، وغالبًا ما تكون بين 5 إلى 7 أمتار. يجب تقليم الأشجار عند الزراعة الكثيفة لمنع تأثير ذلك على جودة المحصول. يُفضل زراعة بعض المحاصيل المؤقتة بين الأشجار في السنوات الأولى، مثل الخضراوات أو المحاصيل الحقلية التي تساعد في تحسين نمو الأشجار وتقليل نمو الحشائش وتضيف دخلاً اقتصاديًا للمزارع.

تقليم الأشجار:

عند استخراج الشتلة من المشتل في فصل الشتاء لزراعتها في التربة، يتطلب الأمر إزالة جميع الأفرع الجانبية، مما يجعلها فرعًا رئيسيًا واحدًا يتم تقصيره إلى ارتفاع يتراوح بين 50 – 60 سم قبل الزراعة. في حال كانت الفروع الجانبية قوية، يتم اختيار 2-3 منها وتوزيعها بانتظام حول الساق بعد قصها قليلاً، لتكون أفرعًا فعالة للشجرة. يُنصح بإزالة سرطانات الشتلات الصغيرة في الصيف الأول بعد الزراعة، وقص القمم النامية للفروع القوية المتموِّهة لتقويتها.

في السنة الثانية، يتم اختيار 2-3 أفرع ثانوية على الأفرع الرئيسية وتقليمها، ويُكرر هذا العمل في السنة الثالثة وحتى تكوين الهيكل المناسب على الأشجار ذات الساق الواحدة.

في المناطق ذات انتشار كثيف لحفارات السوق والأفرع، يُربى الأشجار لتكون ذات أفرع متعددة. يتم اختيار 3-4 سرطانات قوية على مسافات منتظمة، ويُقص مقدار 1-1.2 متر من الساق. في الشتاء، تُنتخب 3-4 أفرع رئيسية قوية على كل ساق، وتُقص 2/1 أو 3/2 من طولها حسب قوتها.

تتكرر هذه العملية حتى يتم بناء هيكل الشجرة المناسب. في حالة الأشجار المثمرة، يجب معرفة طبيعة الحمل لإجراء تقليم علمي. يتميز تقليم الأشجار المثمرة بعدم قص أو إزالة الفروع الصغيرة وأطراف الأفرع القديمة، التي تعد حيوية لحمل الثمار.

إضافة تعليق