في عالم تربية الماشية، يتعامل مربو الأغنام والماعز مع مجموعة من التحديات الصحية. يهدف هذا المقال إلى استكشاف جميع أمراض الأغنام وعلاجها ومجموعة متنوعة من الأمراض التي قد تؤثر على هذه الحيوانات، مع التركيز على أسبابها وعلاماتها، وسبل الوقاية والعلاج. سنتناول الأمراض الفيروسية والبكتيرية والطفيلية، وسنسلط الضوء على الإجراءات الوقائية للحفاظ على صحة القطعان وضمان استمرارية الإنتاج.
1. مرض الجمرة الخبيثة
يُعتبر مرض الجمرة الخبيثة، الذي يُعرف أيضًا بمرض الجمرة المعديّة، من الأمراض الفيروسية التي تصيب الحيوانات المجترة مثل الأبقار، والأغنام، والماعز، والجواميس. يسفر هذا المرض عن تأثيرات خطيرة على الحيوانات المصابة، مما يتسبب في خسائر اقتصادية هامة في مشاريع تربية الماشية.
تتسبب فيروسات الجمرة الخبيثة في إحداث تلوث فيروسي شديد، يظهر على شكل ثقوب في أغشية الفم والأنف والقوائم والضرع للحيوانات المصابة. تترافق هذه الأعراض مع ارتفاع في درجة الحرارة، وفقدان للشهية، وصعوبة في التحرك نتيجة للألم، مما يؤثر سلبًا على إنتاج اللبن واللحم والصوف.
طريقة علاج الجمرة الخبيثة:
في حالة إصابة الماعز بمرض الجمرة الخبيثة، يمكن استخدام بعض العلاجات لإنقاذ الحالة قبل النفوق والموت. يُنصح بحقنها بدواء البنسلين أو بعض المضادات الحيوية مثل الأوكسي تتراسيكلين. يُشدد أيضًا على ضرورة اتباع إجراءات الوقاية والمراقبة الصارمة لمنع انتشار المرض. تشمل هذه الإجراءات عزل الحيوانات المشتبه بإصابتها وتشخيص المرض بسرعة، والإبلاغ عن الحالات المشتبه بها إلى السلطات الصحية والبيطرية.
يمكن أيضًا تنفيذ حملات تطعيم واسعة النطاق لمنع انتشار المرض. يُشدد على أهمية تحقيق الشفاء التام قبل حقن الماعز بمضاد الجمرة الخبيثة بعد فترة من الاستجابة للمضادات الحيوية، وتنفيذ إجراءات احترازية مثل تطهير المكان وتعقيمه، ورش المباني المصابة بمواد مثل الفورمالين وهيدروكسيد الصوديوم. يُفضل أيضًا التخلص السليم من الحيوانات الميتة وإزالة المواد الصلبة والمخلفات بطرق صحية، مثل الدفن أو الحرق.
مقترح: أنواع الغنم: تعرف على أكثر 5 سلالات الغنم شهرة في الوطن العربي
2. التسمم المعوي:
يُعتبر مرض التسمم المعوي في المواشي من بين الأمراض الشائعة التي تصيب الغنم والماعز، ويُسبب هذا المرض نتيجة للإصابة ببكتيريا تنمو بسرعة في المناطق الهوائية أو اللاهوائية. يتسبب التسمم المعوي في تلوث أو تعرض الجهاز الهضمي للغنم لمواد سامة، وقد تكون هذه المواد السامة مصدرها الطعام الملوث، أو النباتات السامة، أو الكائنات المجهرية الضارة، أو حتى المواد الكيميائية الضارة.
تعتمد أعراض التسمم المعوي في الغنم على نوع المادة المسببة للتسمم ودرجة تعرض الغنم لها. وتشمل هذه الأعراض:
- إسهال واسع النطاق.
- تقيّؤ.
- فقدان الشهية.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي.
- ضعف عام.
- آلام بطنية.
- فقدان الوزن.
- تدهور حالة الصحة العامة.
طريقة علاج التسمم في الأغنام وماعز:
يتم علاج الغنم المصابة بالتسمم المعوي عن طريق حقن الحالات المصابة باستخدام المصل الخاص بفرط المناعة، في حالة توفره. ومن المهم أن يكون المصل قادرًا على تعزيز الفعالية المناعية للحيوانات المصابة. وفي هذا السياق، تم اكتشاف مصل يجمع بين فرط المناعة والسلفادميدين، مما يسهم في القضاء على السموم المسببة للتسمم.
3. التهاب العقد اللمفية الجبني:
بدون شك، يُعد هذا المرض واحدًا من أكثر الأمراض خطورة التي تصيب طيع الغنم والماعز، والتي قد تُفقدها القدرة على الحركة والوقوف تمامًا. يتسم المرض بانتشار بعض العقد أو الخراجات على الغدد اللمفاوية والأعضاء الحشوية، وتظهر الأعراض المميزة للإصابة على النحو التالي:
- تكون الخراجات في أسفل الفك والفم.
- يلاحظ خروج صديد ذو لون أخضر من الخراج.
- فقدان القدرة على الحركة والوقوف.
- الخمول الدائم.
طريقة علاج التهاب العقد الليمفاوية في الغنم:
يُلاحظ أن هذا المرض يعتبر من الأمراض التي تشكل تحديًا في عمليات العلاج، ولكن يُمكن التخفيف من تداول الصديد الناتج عن الجروح بواسطة إزالته ودفنه بشكل فعّال. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بتنفيذ حقن بلقاح B.C.G لتطهير الجروح المتأثرة والحد من انتشار المرض. كما يجب على المربين تطهير وتعقيم المناطق التي يتواجد فيها قطيع الغنم والماعز، بهدف الوقاية من انتقال المرض وحماية باقي الحيوانات.
4. مرض السالمونيلا الأغنام:
يعد هذا المرض واحدًا من الأمراض البكتيرية التي تنتقل بين حيوانات المزرعة مثل الأغنام والماعز، وذلك عن طريق انتقال الحيوانات المحملة بالمرض. تظهر علامات الإصابة بالمرض في الآتي:
- خروج البراز الذي يحتوي على دم.
- ارتفاع في معدل درجة الحرارة.
- حدوث الإجهاض.
- الموت المفاجئ.
طريقة علاج من السالمونيلا في المواشي:
من بين العلاجات الرئيسية التي يجب اتباعها للتعامل مع هذا المرض هو عزل الحيوانات المصابة عن الحيوانات السليمة، وذلك لتفادي انتقال وانتشار المرض بينهم. يجب أيضًا الحرص على تطهير وتعقيم الحظائر التي تحتوي على الحيوانات لمنع انتشار العدوى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن توجيه العلاج بواسطة حقن المضادات الحيوية للمساعدة في مكافحة البكتيريا المسببة للمرض.
5. اللسان الأزرق في الأغنام:
بعد التعرف على أسباب عدم قدرة المواشي على الوقوف، يجب التنبيه إلى أن هذا المرض يُعتبر واحدًا من الأمراض الفيروسية التي تصيب بعض الأغنام، ويتم نقله عن طريق البعوض. تظهر أعراض المرض كما يلي:
- ارتفاع شديد في درجات الحرارة.
- فقدان الشهية لتناول الطعام.
- ظهور بعض الأورام الأوديمية في الرأس ومنطقة الجفون.
- سيلان ملحوظ لللعاب من الفم.
- الإصابة بتقرحات في أغشية الفم.
- عدم القدرة على الوقوف أو التحرك.
- زرقة اللسان وتورمه وتدليه من الفم.
طريقة علاج اللسان الأزرق في الغنم:
عند مواجهة حالة إصابة بمرض اللسان الأزرق، يشمل العلاج العديد من الخطوات الهامة، وتتمثل في:
- عزل الماعز المصاب في مناطق خاصة بالحجر.
- التخلص من البعوض المسبب للمرض في المكان.
- تطهير وتعقيم الحظيرة التي يتواجد فيها الماعز.
- التطعيم باستخدام اللقاحات الحية التي توفر مناعة للجسم لفترة لا تقل عن عام.
- استخدام الأدوية الخافضة للحرارة للمساعدة في تخفيف الأعراض وتحسين الحالة العامة.
6. مرض الحمى القلاعية في الأغنام:
يُعد مرض الحمى القلاعية واحدًا من الأمراض الفيروسية الخطيرة التي تصيب الأغنام والماعز والبقر، والتي قد تؤدي إلى وفاة العديد منها. تظهر علامات الإصابة بهذا المرض على النحو التالي:
- حدوث الإجهاض للنعاج.
- خروج اللعاب بطريقة ملحوظة من الفم.
- ارتفاع في معدل درجة حرارة الجسم.
- فقدان الشهية نتيجة الصعوبة في البلع.
يجدر بالذكر أن الأغنام والماعز قد تعاني من تقرحات بين الأظلاف نتيجة إصابتها بالحمى القلاعية، وهو أمر يؤثر بشكل كبير على قدرتها على الوقوف، نظرًا لتأثيرها على الحركة والتوازن.
طرق علاج الحمى القلاعية:
تعتبر الأمراض الفيروسية من الحالات الخطيرة التي تصيب الحيوانات، وتكون صعبة في معظم الأحيان بسبب تسببها في الموت المفاجئ. يمكن الحد من انتشار هذه الأمراض عن طريق تحصين المواشي باستخدام اللقاحات. بالإضافة إلى ذلك، يُفضل تنظيف وتطهير الفم باستخدام بعض المواد مثل حمض البوريك، وذلك للمساعدة في الوقاية من انتقال الفيروسات وتقليل فرص انتشار الأمراض.
مقترح: انواع الماعز: تعرف على 13 من أشهر سلالات الماعز (مع الصور)
7. جدري الأغنام:
يُعتبر جذري الغنم واحدًا من الأمراض الجلدية الخطيرة التي تصيب بعض الحيوانات، بما في ذلك الأغنام والماعز، وينتقل هذا المرض عادةً عبر التلامس المباشر أو غير المباشر. تظهر أعراض الإصابة به على النحو التالي:
- ارتفاع في معدل درجة الحرارة.
- خروج الإفرازات من الفم.
- ظهور طفح جلدي على بعض أجزاء الجسم مثل الذيل والفخذين ومنطقة الجفون والضرع وفتحة الحيا.
- تكون بقع حمراء حول مناطق الطفح الجلدي.
- خروج إفرازات من العين تشبه الدموع.
تعتبر هذه الأعراض مؤشرًا على خطورة المرض، ويتطلب التدخل البيطري الفوري لتشخيص المرض واتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة عليه ومنع انتشاره.
طريقة علاج جُدري الأغنام:
للوقاية وعلاج جذري الغنم، يُفضل تطعيم الماعز والأغنام باللقاحات المضادة التي تعزز مناعتها ضد المرض. يتم ذلك لمنع انتقال الفيروس وتقليل انتشار المرض في القطعان. يُنصح أيضًا بالحرص على نظافة المكان الذي يتواجد فيه الحيوانات المصابة، ويُفضل عزل المصابين لمنع انتقال العدوى إلى الحيوانات السليمة. تلك الإجراءات تلعب دورًا حيويًا في السيطرة على انتشار المرض والحفاظ على صحة القطعان.
8. الأمراض الطفيلية في الأغنام:
تأثير الأمراض على قدرة الحيوانات على الوقوف ليس مقتصرًا على الأمراض البكتيرية والفيروسية فقط، بل تشمل أيضًا الطفيليات التي قد تؤدي إلى الموت المفاجئ. بعض هذه الطفيليات تشمل:
- ذباب الدودة الحلزونية وذبابة نغف أنف الغنم.
- حشرة القراد.
- مفصليات الجرب.
- الديدان الاسطوانية والشريطية.
- الديدان التي تصيب الكلى.
تتسبب هذه الطفيليات في تدهور حالة الحيوانات وتؤثر على قدرتها على الحركة، وقد تكون أحد الأسباب الرئيسية لعدم قدرتها على الوقوف.
طريقة العلاج من الطفيليات الاغنام:
للوقاية والعلاج من الطفيليات، يتم حقن الغنم ببعض الجرعات من بعض المستحضرات الفعالة، ومن هذه المستحضرات:
- عقار دايمنازين أستيورات.
- ايفرمكتين.
هذه المستحضرات تساهم في التحكم في الطفيليات والديدان التي قد تؤثر على صحة الغنم، وتساعد في الحفاظ على قدرتها على الحركة والوقوف.
نصائح لتجنب إصابة الأغنام بالأمراض:
للحفاظ على صحة الأغنام وتجنب إصابتها بالأمراض المعدية التي تؤدي إلى عدم قدرتها على الوقوف، يجب اتباع بعض التعليمات:
- عند التعامل مع الأغنام، يجب ارتداء قفازات لتجنب انتقال العدوى من حيوان إلى آخر.
- تقديم اللقاحات والأدوية التي تحصنها من الإصابة بالأمراض.
- تربيتها في قطيع وعدم تركها بمفردها.
- توفير التهوية الجيدة والشمس للحظائر وتركها في الشمس لقتل البكتيريا.
- عدم تقييدها وتركها حرة الحركة.
- حرص على قص الأظافر بانتظام.
- تنظيف أدوات الطعام والشراب لتجنب انتقال العدوى.
- الاهتمام بنظافة الحظائر واستخدام المطهرات.
- توفير تغذية سليمة.
- حمايتها من الحر والبرد.
- عزل الحيوانات الجديدة حتى التأكد من سلامتها.
هذه الإجراءات تساعد في الوقاية من الأمراض والحفاظ على صحة القطيع وتجنب حدوث مشاكل صحية تؤدي إلى عدم القدرة على الوقوف.
في نهاية هذا الاستكشاف لعالم تربية الأغنام والماعز، ندرك أهمية فهم التحديات الصحية التي تواجه هذه الماشية وأثرها على إنتاجية المزارع. من خلال تحديد الأمراض المحتملة والتعرف على الوسائل الفعّالة للوقاية والعلاج، يمكن للمربين تعزيز رعاية مواشيهم وضمان استمرار الإنتاج بشكل صحي.
في عالم تتسارع فيه التقنيات وتتطور طرق الرعاية، يظل فهم الطبيعة واحتياجات الماشية جزءًا لا يتجزأ من نجاح أي مشروع زراعي. بفهم عميق لجميع أمراض الأغنام وعلاجها وتبني استراتيجيات صحية فعّالة، يمكن للمربين تحقيق توازن مثالي بين رعاية الحيوانات وتحقيق الاستدامة في قطاع تربية الأغنام والماعز.
