يتزايد استهلاك شعوب العالم للحوم عموماً، ولحم البقر بشكل خاص، في الفترة الأخيرة، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من النظام الغذائي للناس حول العالم. تُعَد اللحوم الحمراء، وهي اللحوم المأخوذة من الثدييات بشكل عام، مثل لحم البقر والغنم، من المصادر الرئيسية للبروتين وفي هذا المقال سنتعرف عن فوائد لحم البقر بالتحديد.
يُعَتَبَر لحم البقر غذاءً متكاملًا إلى حدٍ ما، نظرًا لاحتوائه على مجموعة متنوعة من المغذيات. يُعَد مصدرًا هامًا للبروتين عالي الجودة، حيث يحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية التي تدعم نمو الخلايا وإصلاح التلف في الجسم، وتعزز المناعة ضد الأمراض. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي على العديد من الأملاح المعدنية الضرورية، مثل الحديد والزنك والمغنيسيوم والسيلينيوم والفسفور، ويحمل دهونًا مفيدة لصحة الإنسان.
تعتبر اللحوم خيارًا هامًا في نظام الغذاء للأطفال والنساء الحوامل وكبار السن، حيث تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية للحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض.
تؤثر جودة اللحوم والحفاظ على خصائصها على عدة عوامل، بما في ذلك جينات الحيوانات ونوعية الأعلاف والبيئة التي تعيش فيها وكيفية التعامل مع اللحوم بعد ذبحها وكيفية حفظها وطهيها.
العناصر الغذائية الموجودة في لحم البقر
لحم البقر يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية الضرورية لبناء خلايا الجسم، مما يجعله مصدرًا كاملًا للبروتين حيث يشكل 25% من وزنه. البروتين يلعب دورًا أساسيًا في التعافي من الإصابات وتوفير الطاقة اللازمة لأداء الأنشطة البدنية المختلفة، كما يُعتبر البروتين مكونًا أساسيًا لبناء الكتلة العضلية في الجسم.
يحتوي لحم البقر أيضًا على مجموعة وافرة من الأملاح والمعادن الضرورية لأداء وظائف الجسم، مثل الزنك، والسيلينيوم، والفسفور، والحديد الذي يعتبر مصدرًا هامًا له. بالإضافة إلى ذلك، يوفر لحم البقر فيتامينات ب المهمة مثل فيتامين ب3 وفيتامين ب12 الضروري لتكوين الدم وصحة الأعصاب.
نسبة الدهون في لحم البقر تتراوح بين 5% و10%، وتتأثر بعوامل مثل عمر الحيوان والمكان الذي تُستخرج منه الدهون في جسم الحيوان. تحتوي اللحوم المصنعة على نسب أعلى من الدهون. تتضمن الدهون في لحم البقر أنواعًا مفيدة من الدهون الغير مشبعة مثل حمض الستيريك، وحمض الأوليك، وحمض البالمتيك، وحمض اللينوليك المترافق، الذي يلعب دورًا في الوقاية من أمراض القلب والسرطان، ويمكن أن يساهم في فقدان الوزن وفقًا للدراسات.
مقترح: لحم السواكني: تعرف على عيوب وفوائد هذا النوع الفريد من اللحوم
فوائد لحم البقر
تناول لحم البقر يسهم في الحفاظ على كتلة العضلات وتعزيز بنائها، وهذا يكتسب أهمية خاصة لدى الكبار في السن الذين يفقدون جزءًا من كتلتهم العضلية مع تقدم العمر. يعد لحم البقر مفيدًا أيضًا للأشخاص الرياضيين والمرضى الذين يعانون من أمراض تؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية، مثل مرضى السرطان.
يقوم تناول لحم البقر بتحسين أداء الأفراد خلال التمارين الرياضية نظرًا لاحتوائه على مركبات مثل الكارنوسين، الذي يعتبر أحد الأحماض الأمينية الضرورية والتي يمكن الحصول عليها من خلال استهلاك اللحوم. يشير نقص الكارنوسين في النباتيين الحصريين إلى أهمية تناول اللحوم لتجنب هذا النقص، حيث يساهم الكارنوسين في تحسين الأداء الرياضي وزيادة التحمل.
تمنع تناول اللحوم نقص الدم عن طريق توفير احتياجات الجسم من الحديد وفيتامين B12، حيث يُعَتَبر الحديد مصدرًا هامًا للحديد ويُسهم في امتصاص الحديد بشكل أفضل من المصادر النباتية. دراسات أظهرت أن تناول اللحوم خلال الوجبات يعتبر أفضل من تناول مكملات الحديد في علاج نقص الحديد لدى النساء اللاتي يقمن بمجهود بدني خلال التمارين الرياضية.
لحم البقر يحتوي على أحماض دهنية غير مشبعة مفيدة، مثل حمض اللينوليك المترافق، الذي يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الجهاز العصبي المركزي والشبكية، ويساهم في تقليل الالتهابات في الجسم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
استهلاك لحم البقر يساهم في المحافظة على صحة العظام نظرًا لاحتوائه على أنواع متنوعة من الأحماض الأمينية، بما في ذلك الليسين، الذي يخفف من خطر الإصابة بهشاشة العظام خاصةً مع النساء قبل سن اليأس.
الزنك الموجود في لحم البقر يعزز الصحة العامة، بما في ذلك صحة الجلد والشعر والأظافر، ويترتبط وجود الزنك بالنسب الطبيعية في الجسم بالخصوبة والقدرة على الإنجاب.
أخيرًا، يساهم تناول لحم البقر في التحكم بالوزن من خلال تقليل الشهية وزيادة معدلات الأيض، مما يسهم في التحكم في الوزن وتحفيز الشبع لفترة أطول. الدراسات أظهرت أن تناول البروتينات يزيد من حساسية الدماغ لهرمون اللبتين المسؤول عن تنظيم الدهون والسيطرة على الشعور بالجوع، وبالتالي يساعد في التحكم في الوزن وتخفيفه ورغم.
