هناك أربعة أنواع من المها تعيش في أفريقيا والشرق الأوسط، حيث يعد المها الغمسبوك (Oryx gazella) الأكبر بينها. تتميز هذه الحيوانات الكبيرة بقرونها الطويلة والمشابهة للرمح، إنه حيوان صحراوي بامتياز، برقبة قوية تشبه رقبة الحصان، وشعر قصير، وجسم قوي وعضلي.
خلال طقوس الهيمنة، يتم عرض نمط مميز من العلامات السوداء على وجهها الأبيض وجسمها بلون الفهد، مما يبرز طول قرونها وقوة كتفيها.
التحديات
يواجه حيوان المها تحديات مثل صيد البشر، حيث يقوم المجتمع المحلي بمطاردة هذه الحيوانات الكبيرة لاستخدام لحومها وجلودها، وفي العديد من الثقافات، تعتبر قرونها محط إعجاب كتحف.
في القرون التاسع عشر والعشرين، شهدت اعداد حيوانات المها انخفاضًا سريعًا بسبب توسع البشر في جنوب أفريقيا، مما أدى إلى تقليل مواطنها الطبيعية مع زيادة عدد السكان وتوسع الزراعة والمستوطنات وشبكة الطرق.
مقترح: الحيوانات الصحراوية: إكتشف أفضل 10 حيوانات تعيش في الصحراء
الحلول
تخصيص مساحة للحياة البرية
تعاونت مؤسسة الحياة البرية الأفريقية مع الحكومات والقرى لتحديد ممرات للحياة البرية – مساحات كبيرة من الأراضي يستخدمها حيوان المهاة للتجول بحرية وبأمان بين الحدائق أو البلدان. تربط هذه الممرات المناطق المحمية وتتيح للحياة البرية بمتابعة هطول الأمطار أو الهجرة إلى مواقع الولادة.
تعزيز السياحة البيئية
تجمع مؤسسة الحياة البرية الأفريقية بين المجتمعات والمستثمرين الخاصين لإنشاء ملاجئ للسياحة البيئية مثل “مأوى أول لنتيل” في كينيا. لا يولد المأوى دخلاً مستدامًا للمجتمع فقط، بل تعتبر المحمية التي تمتد على مساحة 20,000 فدان أيضًا موطنًا آمنًا لمجموعة متنوعة من الحياة البرية.
سلوكيات حيوان المها
يختبر ذكور المها قوتهم من خلال اختبارات القوة، حيث يتم تشكيل التسلسل الهيمني بناءً على العمر والحجم. مع نمو العجول، يقومون بتقييم قوة بعضهم البعض في اختبارات تشبه الألعاب. بمجرد تأسيس التسلسل الهيمني، تقلل الحاجة إلى المعارك الجسدية. تحل مظاهر العرض محل الاتصال الفعلي، إلا في حالات يحتاج فيها الأفراد المتطابقون إلى القتال لتحديد رتبتهم.
جنبًا إلى جنب مع العروض الجانبية، يقومون بالمشي البطيء والرقص المتسارع أحيانًا وفي بعض الأحيان يتصادمون بقرونهم. يعيش الذكور الغير إقليميين في مجموعات مختلطة مع الإناث أو مع الإناث وصغارهن. يظهر الذكور الذين يهيمنون سلوكًا إقليميًا إلى حد ما، حيث يميزون مناطقهم بوضع الروث.
مقترح: الضب: تعرف على حيوان الصحراء الأسطوري وأسراره الغامضة
الإناث تفضل الولادة في العزلة
تترك الأنثى القطيع لتلد وتخفي الجراء لأول أسبوعين أو ثلاثة، وتزوره عدة مرات في اليوم لإرضاعه. يولد صغير المها بلون بني غير ملفت للانتباه، وتبدأ العلامات السوداء في الظهور عندما يكون جاهزًا للعودة إلى القطيع مع والدته.
ترضع الجراء لمدة ستة إلى تسعة أشهر وتصل إلى النضوج في سن 18 إلى 24 شهرًا. يهاجر معظم الذكور الشبان بعيدًا عن مجموعتهم الأصلية للانضمام إلى مجموعات أخرى.
النظام الغذائي لحيوان المها
المها تظهر عادات تغذية استراتيجية، حيث تتغذى بشكل رئيسي على العشب الخشن والشجيرات الشوكية في الصباح الباكر وفي المساء. في المناطق الصحراوية، يتناولون النباتات ذات الأوراق السميكة والبطيخ البري والجذور والدرنات التي يحفرونها من الأرض.
تجمع النباتات الندى، الذي يتم إطلاقه تدريجياً خلال الفترات الأكثر حرارة في اليوم. بعض النباتات تزيد من نسبة المياه فيها بنسبة 25 إلى 40 في المائة، لذلك عندما يتغذى المها في ساعات متأخرة من الليل أو في الصباح الباكر، يمكنهم الاستفادة القصوى من مصادر الطعام والمياه على حد سواء.
اين يعيش المها؟
في الأصل، كانت أنواع مختلفة من المها تعيش في جميع المناطق الجافة في أفريقيا. وكانت إحدى الأنواع التي وجدت في شبه الجزيرة العربية قد انقرضت مؤخرًا ولكن تم الآن إعادة إدخالها إلى البرية من مخزون مأسور. تكيفت هذه الحيوانات جيدًا مع ظروف بيئتها الحارة والجافة، ويمكن لها العيش حتى 20 عامًا.
مقترح: تعرف على 10 أروع الطيور المهاجرة في العالم
يفصل نهر تانا في كينيا بين نطاقي نوعي المها في شرق أفريقيا: مها بيسا (Oryx gazella beisa) والمها مهدبة الأذن (Oryx g. callotis). يمتد المها ذو الأذنين المهدبة من كينيا إلى وسط تنزانيا، بينما يمتد مها البيسا من إثيوبيا عبر الصومال إلى شمال شرق أوغندا وكينيا.
