أهمية وتقنيات تسميد النخيل: دور أساسي في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة الثمار

تسميد النخيل، عند زراعة الفسائل الحديثة، يُحسن تجنب الإسراف في استخدام السماد البلدي المتحلل، بل يُنصح بمزجه بشكل جيد مع تربة الحفرة قبل غرس الفسيلة، ثم تغطية الخليط بالتربة السطحية. ويُفضل في حال مزارع النخيل الحديثة زراعة الأسمدة الخضراء مثل البرسيم ولوبيا العلف، ثم حراثتها بالتربة، حيث تسهم هذه الأسمدة في تحسين خصائص التربة.

طريقة-تسميد-النخيل

برامج تسميد النخيل تختلف بشكل كبير حسب موقع الزراعة، حيث يتأثر ذلك بتباين نوع التربة، ومستوى خصوبتها، وعمر الأشجار المزروعة. يُعتبر إضافة السماد العضوي ضمن تلك البرامج مفيدًا بشكل كبير، حيث يُسهم في تعزيز تماسك التربة الرملية وزيادة قدرتها على احتفاظ الماء، كما يُعمل على تحسين هيكل التربة الثقيلة. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي السماد العضوي على العناصر الغذائية الضرورية للنباتات، مما يعزز التغذية الصحيحة للنخيل.

فى حالة الري بالغمر

تسميد النخيل بالسماد العضوي والفوسفوري فى حالة الري بالغمر

يضاف السماد العضوي في خنادق تُحفر على شكل نصف دائرة حول جذع النخلة، على بعد ما بين 70 إلى 100 سم، وذلك خلال الموسم الزراعي الحالي. يُكرر هذا الإضافة في النصف المقابل من الدائرة في الموسم اللاحق، وهكذا.

تمتاز عملية إضافة السماد العضوي بالتركيز على خنادق ذات عرض وعمق يتراوح بين 40 إلى 50 سم، حيث يتم وضع 100 كجم (ما يعادل 4 مقاطف) من السماد العضوي المتحلل في كل خندق. يتم إضافة هذه الكمية في دفعة واحدة خلال شهري نوفمبر وديسمبر، مع مزجها بالسماد الفوسفوري بمعدل يتراوح بين 0.5 إلى 1 كجم من سوبر فوسفات الكالسيوم بنسبة 15٪ لكل نخلة.

يهدف ذلك إلى مساعدة عملية تحلل المواد العضوية في السماد البلدي، كما يتم إضافة 0.5 إلى 1 كجم من الكبريت القابل للبلل لمعالجة التربة القلوية أو الجيرية وخفض مستوى الحموضة فيها، وتسهيل عملية الامتصاص. يغطى السماد بطبقة من التراب. تتفاوت الكميات المضافة لكل نخلة بناءً على عمرها وقوتها، ونوع السماد المستخدم، وتقلل هذه الكميات إلى النصف أو الثلث في حال استخدام سماد الدواجن أو سماد الحمام.

يُلاحظ أهمية إضافة المادة العضوية في الأراضي الرملية، حيث تلعب دورًا حيويًا في زيادة حموضة التربة وإذابة العناصر الغير ذائبة وتحسين الخواص الفيزيائية للتربة.

يجب الانتباه لعدم خلط السوبر فوسفات مع أي سماد يحتوي على كالسيوم ذائب، مثل نترات الجير المصري بنسبة 15٪ (عبود أو أبو طاقية)، أو أي سماد يحتوي على الحديد أو الأمونيوم، لتفادي تحول الفوسفات إلى صور غير ذائبة، مما يقلل من الاستفادة الكاملة منها في الصورة الثلاثية.

مقترح: أنظمة الري الحديثة: حلول مبتكرة لترطيب الأراضي في المناطق الصحراوية

تسميد النخيل الآزوتـي

أظهرت الدراسات والبحوث أن إضافة الأسمدة النتروجينية لأشجار النخيل المثمرة تؤدي إلى زيادة ملحوظة في الإنتاجية، حيث يتمثل ذلك في زيادة نمو السعف وحجم ووزن الثمار. تتراوح احتياجات النخلة من الأزوت بين 1200 إلى 800 جم سنويًا، وذلك يعتمد على مستوى خصوبة التربة، وتوزع هذه الكميات على ثلاث دفعات متساوية طوال فترة نمو النبات، بدءًا من شهر مارس وحتى مايو ويوليو. في الأراضي الرملية والفقيرة، قد يزداد عدد الدفعات إلى أربع.

في حالة الأشجار غير المثمرة، يتم إضافة نصف كمية الأزوت على دفعات شهرية، بدءًا من مارس وحتى سبتمبر. يتم إضافة الأسمدة بشكل موزع حول جذع النخلة على مسافة مناسبة لانتشار الجذور، ومن ثم يتم تقليبها بالتربة.

تحت الظروف المحلية، يُفضل إضافة سلفات النشادر بنسبة 20.6٪، حيث تحافظ على استقرارها في التربة وتساهم في خفض درجة الحموضة (PH). بالمقابل، تكون الأسمدة النتراتية الأخرى سريعة الذوبان والغسيل في التربة، مما يتسبب في فقدانها بسرعة.

مقترح: كيفية زراعة القطن .. إليك الطريقة الصحيحة

التسميـد البوتاسـي

عنصر البوتاسيوم يعد من أهم العناصر التي تؤثر على نمو النباتات وإنتاجها، حيث يلعب دوراً حاسماً في تطور الأجزاء الخضرية والثمارية. تتمثل أهمية البوتاسيوم في قدرته على تصنيع المواد الكربوهيدراتية ونقل السكريات والمواد الذائبة. كما يعمل على تحسين امتصاص الجذور للماء والعناصر الغذائية من التربة، ويعزز نشاط التنفس وانقسام الخلايا، ويحسن لون ونضج الثمار.

يجب تجنب الإسراف في تسميد النخيل بالبوتاسيوم، حيث يؤدي الإسراف إلى نقص في امتصاص الكالسيوم والمغنيسيوم. كما يجب تجنب استخدام كلوريد البوتاسيوم في الأراضي التي تحتوي على نسبة عالية من الكلور في التربة أو مياه الري.

تضاف سلفات البوتاسيوم بمعدل يتراوح بين 1.5 إلى 2 كجم لكل نخلة سنوياً، وذلك يعتمد على عمر النخلة، وتُقسم هذه الكمية إلى ثلاث دفعات متساوية خلال شهور مارس ومايو ويوليو خلال فترة النمو. في حالة الأشجار التي لم تثمر بعد، يتم إضافة السماد البوتاسيوم بشكل شهري من مارس إلى سبتمبر، وذلك عن طريق الرش حول جذع النخلة وتقليبه بالتربة، أو يمكن إضافته في الخنادق مع التسميد العضوي في فصل الشتاء.

العناصـر الصغـرى

لم توثق الأبحاث والدراسات بشكل قاطع مدى حاجة أشجار النخيل لإضافة العناصر الغذائية الكمية، ويعود ذلك إلى الكميات القليلة المطلوبة من هذه العناصر النادرة التي يمكن للجذور العميقة والمتشعبة لأشجار النخيل امتصاصها من عمق التربة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن توفر الأسمدة العضوية كميات معتبرة من هذه العناصر لتلبية احتياجات النخيل.

ومع ذلك، في الأراضي الرملية، يمكن أن تحسن إضافة العناصر الصغرى بشكل كبير من نمو وإنتاجية أشجار النخيل. وتُعتبر عناصر مثل الحديد والزنك والمنجنيز والنحاس والموليبدينم من أهم هذه العناصر الصغرى، التي يمكن أن تظهر أعراض نقصها في التربة المصرية، وتُعالج عادةً باضافة أملاح الكبريتات لها أو رشها على الأوراق.

وتظهر بعض الأصناف حساسية كبيرة لعنصر البورون، والذي يمكن أن يؤدي نقصه إلى فشل العقد في بعض الأصناف. يُعالج هذا النقص عن طريق إضافته للتربة قبل التزهير على شكل حمض البوريك.

تسميد النخيل فى مياه الري

تسميد النخيل عبر مياه الري يعتبر وسيلة فعّالة لتوزيع الأسمدة على أشجار البستان، خاصةً في حال استخدام نظام الري بالتنقيط. ومن أهم مزايا هذه الطريقة:

  1. الترشيد في استخدام الأسمدة وتوصيلها بشكل مباشر إلى منطقة الجذور، مما يقلل من فقدان كميات كبيرة من الأسمدة.
  2. سهولة توزيع الأسمدة في الوقت المناسب وبشكل منتظم وفق احتياجات الأشجار.

وجود عدة أنواع من أجهزة التسميد التي تركب على شبكة الري، منها السمادات وأجهزة الحقن.

  1. السمادات تتألف من وعاء به فتحتين، يُدخل الماء من إحداهما ويمر على السماد الجاف الموجود في الوعاء، حيث يتم إذابة الجزء المطلوب من السماد بسرعة وخروج محلول السماد من الفتحة الثانية التي يتحكم فيها، مما يسمح بمزج المحلول مع مياه الري وتوصيل الكمية المطلوبة إلى الأشجار في فترة زمنية محددة.
  2. أما أجهزة الحقن، فهي تركب في أول خط ري بالنسبة لأشجار النخيل البالغة، وتُستخدم بشكل متزايد حاليًا.

في حالة الري بالتنقيط

يتم توزيع الأسمدة بطريقة محددة لضمان تحقيق النمو الصحي لأشجار النخيل. هناك عدة أنواع من التسميد التي تُطبق بشكل مختلف:

  1. التسميد العضوي: يتم إضافته في الخنادق بمعدل محدد بعيداً عن جذع النخلة، مع إضافة الكبريت لتحسين التربة.
  2. التسميد النيتروجيني: يُستخدم نترات الأمونيوم 33٪ بمعدل محدد يتم تقسيمه على دفعات أسبوعية خلال فترة النمو، مع مراعاة عدم زيادة تركيز الأملاح بالمحلول.
  3. التسميد البوتاسيومي: يتم إضافته بالتزامن مع التسميد النيتروجيني، بمعدل محدد وبشكل منفصل عن النيتروجين، مع ترك لمدة قبل الاستخدام.
  4. التسميد الفوسفوري: في حال استخدام حمض الفوسفوريك، يتم إضافته على دفعات أسبوعية مع مراعاة تركيز الحمض والأملاح بالمحلول.

بتطبيق هذه الطرق بشكل دقيق ومنتظم، يمكن تحسين نمو وإنتاجية أشجار النخيل بشكل فعّال تحت ظروف الري بالتنقيط.

أهم العوامل التى تحجب أثر التسميد

  1. تأكد من وجود نظام صرف جيد، حيث يؤثر ارتفاع مستوى الماء الجوفي وسوء نظام الصرف على امتصاص العناصر الغذائية.
  2. يفضل ري النباتات مباشرة بعد التسميد السطحي لتحفيز امتصاص العناصر الغذائية التي تمتذبذبها الماء.
  3. تجنب وضع السماد بعيدًا عن منطقة الجذور حيث لا يمكن للنباتات الاستفادة منه بشكل فعال.
  4. حافظ على توازن رطوبة التربة؛ حيث يؤثر الجفاف والغرق على قدرة الجذور على امتصاص العناصر الغذائية.
  5. تعالج الأملاح الزائدة في التربة، مثل كربونات الصوديوم، باستخدام الجبس الزراعي والمواد العضوية.
  6. ضبط تركيز الأملاح في مياه الري، حيث يجب ألا يتجاوز 0.5 جم في اللتر عند استخدام نظام الري بالتنقيط.
  7. تحديد كمية السماد المعطاة للنباتات، حيث يجب ألا تتجاوز 40 جم للنخلة المثمرة و20 جم للنخلة الأقل عمرًا في اليوم الواحد عند استخدام نظام الري بالتنقيط.
  8. معالجة الآفات الحشرية والأمراض التي قد تؤثر على فعالية التسميد، من خلال برنامج مكافحة الآفات المناسب والرعاية الصحية للنباتات.

إضافة تعليق