بين الحين والاخر يثار نقاش في المملكة حول تنوع سلالات الأغنام بالمغرب. يُدافع سكان كل منطقة عن السلالة المحلية السائدة، ويُشيدون بخصائصها الفريدة مثل الجمالية والقيمة الغذائية العالية. يمكن تصنيف السلالات الأصيلة للأغنام في المغرب إلى خمسة أنواع رئيسية، وهي: الصردي، وتمحضيت، وبن كيل، والدمان، وأبي الجعد. فقط تابع معنا عزيزي القارئ فسنعرض لك أنواع الأغنام بالصور في المغرب وكذلك أبرز ما يميز كل سلالة على حدة.
1. الخروف الصردي
تُعد أغنام الصردي من السلالات البارزة والمعروفة في المغرب، وتحظى بشعبية كبيرة خلال موسم عيد الأضحى حيث تُعتبر الأكثر استهلاكاً. عادةً ما تكون أسعار هذه السلالة، التي يمتاز بها إقليم سطات وخاصة قبائل بني مسكين، الأعلى في أسواق المملكة.
تتميز سلالة الصردي بعدة خصائص، حيث تتمتع بجمالية فائقة وقدرة على التكيف في المراعي الفقيرة، كما أنها تتكيف جيداً مع الظروف الجوية الحارة. بالإضافة إلى أن سلالة الصردي الأصيلة تتميز بقامتها الطويلة وذيلها الرفيع، وتتميز بجزتها البيضاء وخلو البطن والرأس والأرجل من الصوف. كما تتميز بسواد لون العينين والأذنين ومقدمة الوجه ونهاية الأرجل، مما يجعلها مميزة بين سلالات الأغنام الأخرى، وتعتبر من أفضل أنواع الغنم في المغرب.
2. سلالة تمحضيت أو البركي، فخر الأطلس
تعد مناطق الأطلس المتوسط، وبشكل خاص إقليم خنيفرة، موطنًا لسلالة أغنام تمحضيت أو معروفة أيضًا باسم “البركي”، وهي إحدى السلالات الأكثر شهرة في المغرب. تنقسم هذه السلالة إلى صنفين رئيسيين، وهما “زيان” و”حمام أزرو”.
وفقًا لرياض وحتيتا، فإن سلالة تمحضيت تتمتع بانتشار واسع في منطقتي الأطلس المتوسط وإفران، وتمتد إلى إقليم بولمان وخنيفرة والمناطق المحيطة بها. تتميز هذه السلالة بلون وجه بني، وبقامة ووزن متوسط، كما تتميز بوفرة في الصوف.
تتميز سلالة تمحضيت بقدرتها على التكيف مع المناطق المرتفعة وهيكلها القوي، إضافةً إلى نشأتها في المراعي واعتمادها على الكلأ التقليدي كمصدر غذائي. يعتمد مربو هذه الأغنام على الأعشاب التي توجد في الأراضي الغابية، بما في ذلك أشجار البلوط الأخضر والفليني، كمصادر للكلأ.
مقترح: أنواع الغنم: تعرف على أكثر 5 سلالات الغنم شهرة في الوطن العربي
3. سلالة بني كيل أو الدغمة، معشوق الشرق
سلالة بني كيل أو المعروفة محليًا باسم “الدغمة” تنتشر بشكل واسع في الجهة الشرقية من المغرب، خاصة في مناطق مثل النجود العليا، وبوعرفة، وتندرارة، وفجيج، وجرادة. تُعرف هذه السلالة بقدرتها الفائقة على التكيف مع الظروف المناخية القاسية في السهوب.
تتميز سلالة بني كيل، وفقًا للخبير الفلاحي، بقامتها المتوسطة حيث يتراوح ارتفاعها بين 50 و60 سنتيمترًا. تتميز بطنها ورأسها وأرجلها بأنها خالية من الصوف، وتتمتع بلون كستنائي يمتد إلى مؤخرة القرون والعنق في الجزء السفلي والقوائم، مع جزت بيضاء منفتحة ونسيج متوسط النعومة.
تشتهر سلالة بني كيل مثل بعض سلالات الأغنام بالمغرب بمذاق لحومها المميز وجودتها الغذائية العالية، نظرًا لتغذيتها الرئيسية على الأعشاب، التي غالبًا ما تتضمن أعشابًا طبية.
4. سلالة أبي الجعد، صفراء هضاب الفوسفاط
تعتبر هضاب منطقة تادلة وأبي الجعد وخريبكة وواد زم موطنًا أصليًا لسلالة أغنام أبي الجعد، التي تتميز بحجمها الكبير وإنتاجيتها العالية وجودة لحومها وصوفها.
تُعرف هذه السلالة بلقب “الأغنام الصفراء” بسبب لونها الأصفر الباهت، وتتميز بسرعة نموها مقارنةً مع الأصناف الأخرى من الماشية، كما تتمتع بمعدل خصوبة مرتفع يبلغ 95%، وتتراوح أوزانها بين 45 و 60 كيلوغرامًا للنعجة البالغة ومن 70 إلى 100 كيلوغرامًا للفحول.
تُعد قدرة أغنام أبي الجعد على التكيف مع المناخ شبه الجاف لمناطق هضاب الفوسفاط واحدة من الخصائص التي تمنحها قيمة كبيرة، بالإضافة إلى قدرتها الكبيرة على استغلال المجالات الرعوية الموجودة في هذه المناطق.
5. سلالة الغنم الدمان، مميزات خاصة
سلالة أغنام الدمان تنتشر في الجنوب الشرقي المغربي في الواحات الصحراوية، وتُعتبر منطقتا الراشيدية وورزازات مهدها الأصلي. تتميز هذه السلالة بقدرتها الفائقة على التكيف مع المناخ الصحراوي. تتميز بقامتها القصيرة ورأسها المدقق والضيق، مع أذنين طويلتين تتدلى خلف الرأس، وتنعدم القرون لدى الذكور والإناث على حد سواء.
وفقًا للخبير الفلاحي رياض وحتيتا، فإن أبرز ما يميز سلالة الدمان هو قدرتها الإنجابية العالية، حيث قد تلد نعجة الدمان في بعض الحالات حتى أربعة توائم، كما أن فترة الحمل تكون قصيرة وتتراوح بين 180 إلى 200 يوم.
تمكنها القدرة الإنجابية المميزة دفعت الكثيرين إلى تهجينها مع سلالات محلية أخرى للاستفادة من الخصائص البارزة التي تتمتع بها هذه السلالة.
في نهاية المطاف، تتجلى أهمية تنوع سلالات الأغنام بالمغرب بشكل واضح. فكل سلالة تحمل مميزاتها الفريدة التي تتيح لها التكيف مع البيئات المختلفة وتلبية احتياجات المربين والمستهلكين. من الصردي بجماليته البارزة وقدرته على التكيف مع الظروف القاسية، إلى تمحضيت أو البركي التي تعتمد على الأعشاب في المراعي الجبلية، وبني كيل أو الدغمة بلحومها اللذيذة وقدرتها على التكيف في السهوب، وأبي الجعد التي تتميز بقدرتها على استغلال البيئات الجافة، إلى الدمان الذي يتمتع بقدرته الإنجابية العالية في الصحراء.
إن هذا التنوع يعكس غنى الثقافة الزراعية في المملكة والتفاعل التاريخي بين البيئة والزراعة وثقافة المجتمعات المحلية. فكل سلالة تمثل جزءاً من التراث الزراعي والوراثي للمناطق التي نشأت فيها، مما يجعلها لا تقدر بثمن في حفظ التنوع البيولوجي وضمان استدامة الزراعة والغذاء في المستقبل.
ومن هذا المنطلق، يجب على المجتمع الحفاظ على هذا التراث الحيوي ودعم المزارعين المحليين في تربية هذه السلالات التقليدية، لأنها ليست فقط جزءاً من الاقتصاد الزراعي بل هي أيضاً جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية والبيئية للمملكة المغربية.
