تلقى تربية النحل اهتمام كبير من طرف العديد من الناس، يمكن أن نسميها هواية أو مشروع تجاري الذي يشمل العديد من الأسرار سواء المتعلقة بالنحلة نفسها أو العسل، وكذلك الأسرار المتعلقة بالنجاح في التربية، في هذا المقال سنتعرف بشكل شامل عن كيفية تربية النحل.

قبل أن نتطرق لماهو متعلق بالتربية، من الضروري أن نأخذ نبذة عن هذه الحشرة النافعة وكذلك عن العسل.
المحتوى :
- النحل
- مكونات طائفة هذا الكائن
- العسل
- كيفية التربية
- بدء تربيته بخلية خشبية
- أخطاء يجب تجنبها أثناء تربيته
النحل
النحل باختلاف أنواعه التي يبلغ عددها عشرون ألف نوع، هو نوع من الحشرات التي يعود تصنيفها إلى رتيبة ذوات الخصر والتي بدورها تنتمي إلى رتبة غشائيات الأجنحة، تختلف هذه الأنواع في طبيعتها وفقًا لأحجامها وأشكالها وألوانها، المختلفة. يقال إن النحل مرتبط بالدبور ويتراوح حجم البالغ منها تقريبا من 2 مم إلى 4 سم، وتختلف كذلك في موسم نشاطها وأنواع الزهور التي يزورونها، ويُلاحظ أيضًا أن كل صنف له أسلوب حياة مختلف، بما في ذلك المواقع التي يصنعون فيها منازلهم.
إعتمادًا على الوقت الذي تتفتح فيه الأزهار وتنتج الرحيق، ستقوم أنواع معينة من النحل بتلقيحها، وهناك بعض الأنواع التي تقوم بالتلقيح على مدار اليوم، وأخرى عند الفجر، وأخرى تعمل في الليل تحت ضوء القمر.
على الرغم من تنوع أنواع النحل وأنماط نشاطها الموسمي، فإن حقيقة أن هذه الحشرة النافعة تقوم بتلقيح 75٪ من أشجار الفاكهة والخضروات والمكسرات بالإضافة إلى 80٪ من النباتات المزهرة يمنح العالم خدمة بيئية حيوية.
مكونات طائفة النحل
تشكل ملكة واحدة بالإضافة إلى مئات من الذكور والآلاف من النحل العامل، التي تعيش في بنية شمعية تسمى الخلية. تتكون الخلية من أقراص شمعية تحتوي إما على العسل وحبوب اللقاح أو البيض واليرقات.
ملكة النحل
تعتبر أمًا للخلية والمعروفة أيضًا باسم اليعسوب، ومسئولة على التكاثر داخل الخلية، حجمها أكبر بالمقارنة مع كل من الذكور والشغالات. بطنها طويل ومخروطي الشكل ولها أجنحة قصيرة، وكذلك زيبان لدغ ذات شكل مقوس، وبالنسبة لمتوسط عمرها هو 3 سنوات.
.
تكمن المهمة الأساسية للملكة في وضع البيض داخل الخلية، إذ أنها تضع بيضة واحدة في كل عين من عيون الخلية، والتي تقوم بإلصاقها عموديًا بالقاع بمادة لاصقة، وتتمكن الملكة خلال موسم النشاط من وضع حوالي 1000 إلى 2000 بيضة في اليوم الواحد.
.
وبالنسبة لهذا البيض الذي تضع الملكة فهو نوعين، أحدهما مخصب، والذي ينتج من خلاله شغالات وكذلك ملكات، والآخر غير مخصب، والذي ينتج من خلاله ذكور، بوتيرة أربع بيضات في الدقيقة قبل أخذ استراحة من أجل الغذاء لمدة دقيقتين إلى خمس دقائق.
الشغالة
الأنثى التي ليس لديها جهاز تناسلي ذو تكوين كامل، الأمر الذي يجعلها غير قابلة التلقيح، حيث أنها تضع بيضًا غير ملقح الذي نحصل من خلاله عن ذكور في حالة عدم وجود الملكة، كما أنها تملك فما طويلا يسمح لها بجمع الرحيق وتستخدم الأرجل الخلفية لجمع حبوب اللقاح.
.
يوجد ما يقرب من 15000 إلى 50000 شغالة في الخلية، إذ أنهم نشيطون ويتحركون بشكل مستمر. لمدة ثلاثة أيام، تأكل يرقاتهم طعامًا ملكي الذي تقوم الشغالات حديثة العمر بإفرازه، بعد ذلك يأكلون خبز النحل الذي يتكون من العسل وحبوب اللقاح.
للشغالات وظائف عديدة داخل الخلية، وهذه الوظائف تنقسم إلى ما يلي:
1. واجبات داخلية
التي تتجلى في إفراز الشمع، وبناء قرص الشمع، وتوفير الغذاء الملكي لليرقات، وإطعام كل من الملكات والذكور، وكذلك حراسة الخلية، وتهوية الخلية بجناحيها، وتبخير الماء لكي ينضج الرحيق، والحفاظ على حبوب اللقاح، وتدفئة الخلية في الشتاء، وتوجيه الملكة للعين المعدة أو الجاهزة بوضع البيضة بداخلها.
2. واجبات خارجية
من بين المسؤوليات الخارجية إستكشاف مواقع حبوب اللقاح والرحيق والمياه والبروبوليس، جمع الرحيق من الأزهار، وكذلك جمع وتخزين حبوب اللقاح، وجمع المياه بغرض تخفيف العسل الناضج.
الذكور
في خلية النحل، يأتي الذكور بأحجام مختلفة، إنه ذو حجم أكبر من الشغالة وذو حجم أصغر من الملكة، ولا يمتلك زبيانا للدغ.
له فم قصير حيث أن الشغالات من يتكلف بتغذيته، نظرا لكونه لايقدر على تغذية نفسه، وله وظيفة واحدة فقط داخل الخلية والتي تتجلى في تلقيح الملكة. المدة التي يستغرقها للتطور من بيضة ملقحة إلى حشرة كاملة هي 24 يوما، ويعيش من 3 إلى 6 أشهر ثم تطرده الشغالات من الخلية عن طريق لذغه وذلك في فترة قلة الإزهار، ويموت من الجوع.
العسل

يصنع النحل العسل، وهو غذاء طبيعي ذو طعم حلو وقوام لزج، ينتجه من إفرازات نباتات سكرية (رحيق الزهرة) من خلال إجراءات مضبوطة بعناية ونشاط انزيمي فريد، ويأخذ شكله النهائي بمجرد تبخر الماء. أقراص العسل عبارة عن هياكل أو أوعية شمعية تستخدم لحفظ أو لتخزين العسل. إعتمادًا على الإمدادات الغذائية لهذه الحشرة، تنتج مجموعة متنوعة من العسل تختلف في اللون والمذاق والرائحة. يتم استخراج العسل بكميات كبيرة من خلايا النحل لمستأنسة أو مستعمرات النحل البري بسبب طلب الإنسان واستهلاكه في جميع أنحاء العالم، وهذا ما يسمى بتربية النحل، إذ أن الفوائد الغذائية والعلاجية للعسل معروفة للإنسان منذ ما يقرب من 8000 عام، وفقًا للعديد من الإكتشافات الأثرية والحفريات.
كيفية تربية النحل

يشعر الكثير من الأفراد بالفضول حول كيفية بدء تربية النحل للمبتدئين، بالإضافة إلى اللوازم والمعدات الفريدة التي ستحتاج إليها، والكيفية التي يتم بها بناء المناحل وأفضل المواقع للإنتاج وعوامل الخطر التي قد تؤدي إلى فشل مشروع تربية النحل والمزيد.
المعدات المطلوبة للتربية
أولئك الذين يرغبون في تربية هذه الحشرة النافعة، يحتاجون إلى بعض الأدوات الأساسية، والتي سنقوم بشرحها على موقعكم تواصل، وهي:
- قناع سلكي: يتم ارتداؤه على الرأس ومن خلاله يتم حماية الوجه من لسعات النحل.
- القفازات: إنها ضرورية ويجب ارتداؤها من قبل المبتدئين على وجه الخصوص. لها أكمام طويلة بأستيك ومصنوعة من الجلد القاسي، لحماية الجسم من لسعات النحل.
- أفرول: تصنع من قماش سميك بغرض الحماية من لسعات هذا الكائن.
- المدخن: عبارة عن آلية ذات شكل أسطواني ينفث الدخان عليهم قبل وأثناء فحص الخلية.
- العتلة: أداة تستخدم لغرض تحريك الإطار وبالإمكان تعويضها بسكين عادي.
- الفرشاة: يتم استخدامها بغرض إزالة النحل على الإطار.
شروط اختيار موقع المنحل
يلعب موقع المنحل وترتيب الخلايا بداخله دورًا مهمًا في تقنيات تربية هذه الحشرة النافعة، الأمر الذي يطرح التساؤل عن أفضل مواقع تربية النحل، لذا عند تحديد مكان وضع المنحل من الضروري احترام الإرشادات التالية:
- يجب أن يقع المنحل في منطقة تزرع فيها محاصيل مختلفة، كالزراعات الرحيقية وكذلك الطلعية.
- من الأفضل أن يكون موقع المنحل بعيد عن المناطق المأهولة بالسكان ومصادر الإضاءة.
- يجب أن تكون حظائر الماشية ومزارع الدواجن بعيدة عن المنحل نظرا لكون الروائح الكريهة التي تنبعث منها تؤدي النحل.
- من الأفضل أن يكون النحل بعيد عن الأماكن التي تتواجد فيها الدبابير نظرا لكونها عدوه الأول.
- من الأفضل أن يكون بالقرب من المناطق التي تتوفر بها مياه نظيفة أو أن تقوم بتركيب أحواض مائية صغيرة بجانب الخلية مع توفر عيدان عائمة على سطح الماء لكي يقف عليها أثناء الشرب.
- لكي تحمي المنحل من أشعة الشمس التي تكون حارقة خلال فصل الصيف، من الأفضل إستعمال مظلات ذات حجم كبير أو الإستعانة بظل الأشجار.
- من الضروري والمهم أن يكون المنحل بعيد عن الأماكن التي تكون فيها تيارات الرياح قوية ومعكوس عن إتجاه الرياح أو أن يتواجد قرب مصدات الهواء.
- يجب تضمين غرفة مخصصة في المنحل لها نوافذ مغطاة بالأسلاك، لغرض فرز العسل وحفظ معدات النحال.
- من المهم أن يكون المنحل بمكان بعيد عن طرق النقل العام ومحطات السكك الحديدية والمطارات.
- من المهم كذلك أن تكون خلاياه موجودة في مناطق بعيدة عن الحقول الزراعية حيث تستخدم مبيدات زراعية معينة، خاصة تلك التي تكون سامة للنحل.
بدء تربية النحل بخلية خشبية

مكونات الخلية الخشبية
حامل الخلية: عبارة عن إطار خشبي بأبعاد 55.5 × 40.5 سم تقريبًا، مع أربعة أرجل، طول كل منها 23 سم، و نجد على كل رجل لوحة طيران بقياسات 14 × 40.5 سم، والغرض منه هو رفع الخلية عن الأرض بحيث تكون محمية من الرطوبة وكذلك من الحشرات.
قاعدة الخلية: يعتمد ويتركز عليها الباب الخاص بالخلية.
باب الخلية: مصنوع من الخشب ويبلغ طوله 36.4 سم وعرضه 2.5 سم، ويتوفر كذلك على فتحة للصيف طولها 9 سم وفتحة للشتاء بطول 3 سم.
صندوق التربية: هذا الهيكل الخشبي له أربعة جدران، وأبعاده 47 × 36.5 × 24، يتم تثبيته في قاع الخلية.
الإطارات الخشبية: قطعة مستطيلة من الخشب ذات حواف جانبية، حيث يتم تثبيت أساسات الشمع عليها وبالتحديد على دعامات سلكية.
العاسلة: خلال موسم جمع الرحيق، يتم وضعها فوق الصندوق الخاص بالتربية، إذ يتم وضع أقراص الشمع داخلها، ولها نفس الأبعاد الخاصة بصندوق التربية، كما يتم استخدامها بغرض التهوية في فصل الصيف.
غطاء داخلي: مصنوع من الخشب المعاكس وله إطار خشبي بفتحة ذات شكل بيضاوية في المنتصف، أبعادها 10 × 3 سم، يتم استخدامه للتغذية والتهوية.
غطاء خارجي: هو إطار مصنوع من الخشب ذو حجم أكبر بعض الشيء من الإطار الداخلي، مغطى بغطاء خشبي بمقاس 57 × 47 × 9 سم، وكذلك مغطى من جوانبه وأيضا من الأعلى بلوح مصنوع من الحديد (حتى 1.5 سم) لغرض حماية الخلية من المطر.
مميزات الخلية الخشبية الحديثة
- تمتع بالسيطرة الكاملة على مكونات الخلية حتى لا تزعج النحل.
- تتمكن من حمايتهم من عوامل الطقس العديدة.
- توفر تهوية فعالة.
- يمكن تحريك مكوناتها، واستخدامها بسيط.
- تتمكن من توفير الحماية للنحل من أعدائه.
- التمكن من تغذيتهم بطريقة بسيطة.
- سهولة تغيير مكانها.
- التمكن من الحصول منها على العسل وقطع عسل الشمع النظيف.
- توفر الإمكانية لفحص العسل متى تشاء ومتابعة النحل وكذلك معرفة مايوجد في الخلية.
- جمع العسل بسهولة دون إزعاجهم.
- توفر لك إمكانية التحكم في التهوية في الصيف وفي التدفئة في الشتاء.
- سهلة التنظيف.
أخطاء يجب تجنبها أثناء تربية النحل
يجب أن يتجنب مربي النحل بعض الأخطاء، وأهمها الآتي:
- عندما يزيد المربي من المحلول والتغذية السكرية للنحل.
- تواجه ملكة النحل صعوبة في العثور على مكان لوضع البيض عندما يخزن النحل الكثير من الطعام.
- إذا قام مربي النحل بإطعام خلاياهم في الخارج، فإن النحل يتشاجر كثيرا.